تأثير البروتين على الكبد والكلي ؟

The effect of protein on the liver and kidneys



تلعب الكلى دور هام جداً فى التخلص من فضلات الجسم عن طريق طرحها مع البول ، والجدير بالذكر أن الكلى ترفع من معدل الترشيح الكبيبي GFR كنوع من الإستجابة لإرتفاع نسب البروتين فى نظامك الغذائى ، و لكن هذه الإستجابة قد لا تكون كافية فى بعض الحالات مما يسبب بعض المشاكل الصحية ، فما هي حقيقة تأثير إرتفاع نسبة البروتين فى النظام الغذائى على الكلى و الكبد !!

 فى حالة الكلى السليمة ؟


يتم قياس مستوى عمل الكليتين عن طريق قياس عدة مؤشرات مثل الكرياتينين Creatinine و الألبومين Albumin ، و عند قياس تلك المؤشرات فى عينات بول خاصة برياضيين من الذكور ، تم ملاحظة عدم وجود تغيرات هامة عند تناول كميات تتراوح بين 1.28 : 2.8 جرام بروتين / كجم من وزن الجسم ، وتم دعم هذه النتيجة فى دراسة أخرى وضحت عدم ترابط إرتفاع نسبة البروتين فى النظام الغذائى مع أى خلل فى عمل وظائف الكلى لدى النساء اللاتى تجاوزن سن اليأس ( 45 : 50 عام ) ، والجدير بالذكر أن 1.1 بروتين لكل كجم من وزن الجسم تعتبر قيمة مرتفعة.

 ولكن غياب التأثيرات أو الأضرار الظاهرية على الكلى لا يعنى أن تناول كميات كبيرة من البروتين لن يؤثر على عملها ، فى الحقيقة أن البروتين يرتبط بالعديد من التغيرات الوظيفية فى عمل الكلى ، ففى دراسة أجريت على الفئران وجد أن الإنتقال المفاجئ من نظام غذائى قليل البروتين ( 10 : 15 % بروتين ) إلى نظام غذائي مرتفع البروتين ( 35 : 45 % بروتين ) أدى إلى حدوث تغيرات و أضرار فى عمل الكلى ، وهذا ما يتطابق مع نتائج دراسة أخرى أجريت على البشر الأصحاء تم فيها ملاحظة أن مضاعفة مدخول البروتين من 1.2 جرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم إلى 2.4 جرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم قد إرتبط مع إرتفاع تركيز نواتج إستقلاب البروتين أو البروتين ميتابولزم فى الدم Protein metabolites ، وفى هذه الحالة لم يكن إرتفاع معدل الترشح الكبيبي GFR كافياً لتفادي هذه الزيادة والتخلص من حمض اليوريك و اليوريا المتراكمين فى الدم ، أيضاً بينت دراسات أخرى أن البروتينات الحيوانية ( غير مشتقات الألبان ) لها تأثير ضار أكثر على عمل الكليتين مقارنة بغيرها من البروتينات. 

 نستنتج مما سبق أن زيادة البروتين فى النظام الغذائي يزيد من معدل الترشيح الكبيبي GFR وعمل الكلى فى حالة الكلى السليمة ، ولكن من الضروري ألا يتم رفع نسبة البروتين بشكل مفاجئ بل من الحكمة أن يتم الأمر بالتدريج لتجنب أى تأثيرات سلبية على الكلى. 


فى حالة الكلى غير السلمية ؟


فى هذه الحالة يجب الإلتزام بنظام غذائى منخفض البروتين وبشكل مدروس بواسطة طبيب أو أخصائى التغذية ، حيث يساعد النظام الغذائى فى إبطاء تطور الفشل الكلوى ، حيث أنه فى حالة عدم التحكم بنسب البروتين المتناولة فى هذه الحالة سوف يزيد من معدل تراجع وظائف الكلى وسيكون أسرع بكثير من ذى قبل. 

 البروتين والكبد ؟


هناك دراسات أجريت على القوارض و البشر الأصحاء أثبتت عدم وجود أدلة تشير إلى تأثير نسبة البروتين الطبيعية بشكل سلبي على الكبد ، ولكن الجدير بالذكر أن هناك أدلة أولية تشير إلى أن تناول نسب عالية جداً من البروتين بعد صيام طويل ( أكثر من 48 ساعة ) قد يسبب إصابات حادة فى الكبد. 


 أما فى حالة أمراض الكبد و خاصة تليف الكبد فإن المعايير العلاجية الحالية توصي بتخفيض نسبة البروتين فى النظام الغذائي نظراً لإمكانية تراكم الأمونيا فى الدم ، وهذا الأمر قد يسبب فى حدوث إعتلال دماغى Encephalopathy ، كما أن هناك دراسة قد أجريت على الحيوانات أشارت أن الضرر الناجم عند تناول البروتين يمكن أن يكون أكثر شدة فى حالة تناوب فترات تناوله و الإبتعاد عنه بشكل دوري ، على سبيل المثال تناول نظام غذائى غني بالبروتين لمدة 5 أيام يتبعها عدة أيام يتم فيها تناول نظام غذائى فقير بالبروتين ثم العودة مرة أخرى إلى نظام عالى البروتين !!.

 ملخص :


لا داعى للقلق بشأن إتباع نظام غذائى عالى البروتين فى حالة الكلى السليمة ، أما فى حالة الفشل الكلوى أو إذا كانت وظائف الكلى غير سليمة يجب عليك حينها مراقبة كمية البروتين المتناولة و تقليلها حتى لا تتفاقم المشكلة ، أيضاً من الحكمة عدم زيادة مستويات البروتين فى نظامك الغذائى بشكل مفاجئ بل يجب زيادته تدريجياً ، وبصفة عامة ينصح بزيادة إستهلاك المياة خلال الفترات التى تتم فيها زيادة كمية البروتين.



google-playkhamsatmostaqltradent